تحميل كتاب مكاشفات أردنية (١) للأستاذ ناصر قمّش

صدر اليوم عن “جورداي / اللويبدة” كتاب : مكاشفات أردنية (١) للأستاذ ناصر قمّش، متضمناً مقابلات تاريخية تحليلية مع شخصيات أردنية: طاهر المصري، عبد الرؤوف الروابدة، علي أبو الراغب، فيصل الفايز، ليلى شرف، فهد الفانك، والراحل محمود الكايد.

للتحميل المجاني:

اضغطوا هنا

وقدّم للكتاب الناشر الزميل باسم سكجها:

 هذا كتاب يستأهل القراءة، فَقد أعدّت أجزاؤه، منذ العدد الأوّل من “اللويبدة”، باعتبارها ستكون فصولاً من كتاب على أجزاء، ويعترف كلّ القرّاء بأنّ زاوية “على كرسي الإعتراف” كانت الأكثر قراءة في المجلة، وحين يكون الحديث عن السياسيين الأردنيين المشاركين، فهي ما زالت الأكثر تعميماً عبر الانترنت حتى الآن.

وما دام “الإعتراف” هو عنوان الكتاب، فسأعترف بأنّني كُنتُ خصّصت لنفسي العمل على ذلك الجزء من المجلة، ولكنّ الزميل الأستاذ ناصر قمّش، الذي زاملته منذ ريع قرن، كان يحضر في ذهني مع كلّ محاولة إختيار للشخصية التي نبدأ معها رحلتنا، فقد جُبل صاحبنا على إستنطاق البشر بأسلوبه العذب الممتنع، ولغته البسيطة، الحذقة، التي تستدرج إلى القول، وهذا كان “كلمة السرّ” التي لا يعرفها سوى قليل القليلين.

وهذا ما كان…

ناصر قمّش يجتمع بكبار الأردنيين، في مطعم، أو مكتب، أو منزل، أو غيرها، فيأتي بحصيلة رحلة بوح تتعدّى كونها مقابلة صحافية، لتشي ببواطن الأمور، وأصول الأشياء، في مسيرات تبدأ مع ما قبل ميلاد، ولا تنتهي مع آخر نقطة في آخر سطر من اللقاء.

نحن، هنا، إذن، لا نتحدّث عن مقابلات، بل عن رحلات بوح، ينبغي قراءتها معاً، لأنّها تجيب بكاملها على الكثير من الأسئلة: كيف تتكوّن النخبة في بلادنا، سياسياً ،وإقتصادياً، وإعلامياً؟ كيف يصبح المرء وزيراً، ومن ثمّ يصيبه نصيبه فيصبح رئيس وزراء، أو رئيس تحرير، أو شاعراً كبيراً، أو زعيم معارضة؟

الأمل أن تتمّ قراءة الكتاب بهذه الروحية الجامعة، وعدم التوقف عند الزمن السياسي الذي شهدته تلك “المكاشفات”…

بقي أن أقول إنّنا نقدّم، اليوم، الجزء الأول منه، أمّا الباقية فستنشر تباعاً…

كما كتب الأستاذ ناصر قمش: لم يقف الأردن في طابور الربيع العربي، وربما لم يكن مهدداً أصلاً برياحه وعواصفه، ولكن لا يمكن لأي مؤرخ أو متابع أو مراقب أن يتجاهل المركزية التي تمتلكها سنة 2011 في تاريخ المملكة ، فهي سنة تحولات عميقة وجذرية كما هي سنة 1989 التي حملت ربيعاً عاصفاً في البلاد.

الزميل  الاستاذ باسم سكجها يمتلك رؤية أبعد ذات طابع صوفي تستطيع أن ترى وتحاول أن تصف، ولكنها دائماً تبقى أوسع من العبارة، وبحسه الرومانسي الذي أنضجته شوارع اللويبدة وأزقتها يستشرف عصراً من التحولات مقبلاً في الطريق، ولذلك تواصلنا معاً في صيف 2007 وطرح علي مشروعاً من اللقاءات الموسعة مع شخصيات أردنية مؤثرة، كانت تحمل معها، وعلى عاتقها، جانباً من تاريخ الأردن السياسي والاجتماعي.

 وكان المشروع يقوم على إنشــاء حالة من المكاشفة ذات الطابع الحميمي، بحيث نطرح في المقدمة العقدة العاطفية التي هي “كلمة السر” في شخصية الضيف، ومنها نسحب خيوط الاعترافات والمراجعات، لتكون شهادة على ذلك العصر الذي عاشوه واشتركوا في صناعته لنشرها في مجلة (اللويبدة ) الراقية .

 استهوتني القصة كثيراً، فبدأت أحاول جسّ الأرض التي سأخوضها بالتحضير وإنضاج استراتيجية الحوار، التي كانت تستغرق مني كثيراً من الوقت ، واندماجاً نفسياً كاملاً لدرجة أني تماهيت أحياناً مع أزمنة لم أكن فيها سوى جزء من الغيب الذي سيأتي، حيث ولدت في مطلع السبعينيات، ومع ذلك كنت استشعر بأنني طفل يناهز المراهقة، لينيخ قوافل تجار الحجاز في “رأس العين” في بدايات القرن العشرين، أو طالب يحمل طموحاً ليغير التاريخ لدى خروجه من مبنى الكلية العلمية الإسلامية في مرحلة ما قبل الاستقلال، لأنني أقحمت نفسي وجدانياً في تلك المراحل، وأخذتني  تلك الشخصيات لأعيش معها أيامها القديمة بكل حلاوتها ، ذلك جعلني أتجاوز دور الصحفي الذي يحاول الوصول إلى نقاط الأكثر إثارة، لأعتنق رسالة الشريك الذي يبحث عن نقاط الأعمق .

وذلك، كلّه، من خلال فهم البناء النفسي، والروافد الفكرية والاجتماعية وتاثيرها على السيرة المهنية للشخصيات موضوع المقابلة ،وهو الامر الذي لاقى ردود فعل صاخبة استحسنت هذا الاسلوب، ووجدت فية فائدة عامة. 

وبصراحة لجأت لذلك لأنني وجدت المهمة جسيمة، وكان التحدي المفتوح أمامي أن أقدم جديداً من شخصيات شبعت من اللقاءات والتصريحات والأضواء، وحظيت بأرتال المديح والهجاء على سواء، وكان الهدف من كلّ ذلك الجمع في كتاب يحمل نتاج السنة..

ويتواصل معي أستاذي باسم سكجها، بعد سنوات، لنطرح هذه المقابلات في كتاب إلكتروني يتلاءم مع طبيعة العصر، ولأنني لا أمتلك فراسته، وبعد نظره  أستغرب أن نعيد اليوم، وبعد كل المياه التي جرت في النهر وجرفت في طريقها ما جرفت، نشر هذه المقابلات، فأرى إبتسامته تقول ،وهل يتطور التاريخ إلا بالمقارنة بين الأزمنة والعصور ، وكيف لنا أن نعرف أن إقدامنا إنتقلت إلى إحداثيات جديدة ، وأن عيوننا تتطلع في الأفاق غير مسبوقة ، إلا بالوقوف على مشاعرنا وأفكارنا القديمة.

 كانت عيناه تتساءلان: أما آن لنا ان  نستيقظ من الطفولة التي تتغنى  بالماضي الجميل ،وإذا كان كذلك، فلماذا لا نستمر في منح هدايانا للحياة مع (إبراهيم وباسل )؟

الجزء الأول من هذا الكتاب، اليوم، بين يدي القراء وحدهم ليقرأه كل منهم حسب ذائقته وتوجهه ، ولكنه بالتأكيد سيضيف زاوية أخرى للمستقبل لنراه بوضوح ونخطوا تجاهه بشجاعة.

للتحميل المجاني: اضغطوا هنا

إغلاق